Loading...
 أصدر اليوم  المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة  بيانا عقب جلسة عامّة درس خلالها نص مشروع الدستور الصادر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية والذي سيتمّ اقتراحه على الشعب التونسي في إطار استفتاء سينتظم يوم 25 جويلية،

وجاء في البيان أن المرصد  يُلاحظ بكل مرارة وحزن تنكّر هذا النص لمبدأ مدنية الدولة الذي هو مكسب أساسي للأمة التونسية، ناضلت أجيال من أجله منذ الاستقلال وضحت إلى أن أقرّه دستور 2014 في فصله الثاني تحصينا ضدّ الدولة الدينية، وتنكّره أيضا للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان واستبدالها بمقاصد الإسلام التي أصبح تحقيقها من مهام الدولة، مما يقود ضرورة إلى إقامة دولة دينية على هيئة دولة الخلافة حيث تتقاطع "الأمة الإسلامية" مع منهج دعاة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في فصول مُختلفة من النص المُقترح مُنبئة بمرجعية لا علاقة لها بالدولة المدنية الديموقراطية الحديثة، وفي عبارات فضفاضة تفتح الأبواب على مصراعيها للتأويلات المتطرفة وللتجاوزات الخطيرة.

وبين المرصد في بيانه أن في التخلي عن مدنية الدولة التونسية نسفًا لمكتسبات الشعب التونسي، وهو هدية ثمينة من رئيس الدولة إلى الإسلام السياسي وإلى مُمثّليه في تونس من أحزاب مُتطرّفة وتنظيمات عنيفة وجمعيّات مشبوهة.

و يُندّد المرصد بانعدام أية إشارة في النص المُقترح إلى المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، والحال أنها هي أساس الجمهورية المدنية الديمقراطية، والضامن للمساواة الفعلية بين المواطنات والمواطنين، جاعلا منها مجرد ملاحق لمقولة "مقاصد الإسلام "بضبابيتها النظرية واختلاف التأويلات في شأنها داخل منظومة التشريع الإسلامي وخارجها

ودعا  المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة  في بيانه رئيس الجمهورية الى" التراجع حالّا عن هذا النص الضحل والهجين والخطير ودعا ايضا من خلال البيان  القوى الديمقراطية المدنية إلى التكاتف من أجل أن يكون لتونس دستور يليق بها وبمستقبلها وبتطلّعات شعبها، في حال عدم التراجع.

المعهد العربي لحقوق الإنسان

العنوان : رقم 2، شارع 9 أفريل (عبر شارع الساحل) 1009- تونس، تونس

الهاتف : 71.483.683 (216+)

Fax : (+216) 71.483.674