Loading...
 صعوبات بالجملة تعيق مسار تقدم مشاريع المجلس البلدي بقلعة سنان من ولاية الكاف                 

شارف العام الثالث على الإنقضاء لأول انتخابات بلدية عرفتها البلاد التونسية نحو تجربة جديدة لتحويل نظام الحكم من المركز إلى الأطراف فكان التوجه نحو حكم محلي لامركزي علق عليه التونسيون آمالا كبيرة أن يغير من واقع مناطق داخلية عانت الأمرين لعقود طويلة بين النسيان و التهميش و اللامبالاة.

بلدية قلعة سنان واحدة من البلديات التي تعاني العديد من الصعوبات التي عرقلت العمل البلدي و أثرت على عمل البلدية ككل منذ بداية تركيز المجلس البلدي.

فيم تتمثل هذه الصعوبات التي عرقلت العمل البلدي ؟

رئيس البلدية الحالي السيد محمد الفاضل غواصي:

تتمثل الصعوبات في:

- نقص الكوادر و خاصة التقنيين و نقص الإختصاصات مثلا في مجال التهيئة العمرانية  بما يسمح  بالإفادة خاصة على مستوى المشاريع.

-محدودية الموارد البلدية حيث أن الموارد المتأتية من الجباية المحلية و منها خاصة "الزبلة و الخروبة" هناك صعوبة في إستخلاصها رغم إجباريتها مم يترتب عنها خطايا تأخير و لكن المواطن يتلكأ في الدفع منتظرا سنوات الإعفاء منها. أداءات تضع البلدية أمام نقص في الموارد الذي جعلها اليوم تطلب سلفة لإستكمال المشاريع المعطلة .

السيدة آسيا البوغانمي الإدارية ببلدية قلعة سنان :

-التوسع الجغرافي الذي وقع سنة 2016 يعتبر من بين الصعوبات التي أصبحت تعانيها البلدية بإضافة المجالس القروية إلى مجالها الترابي و الذي ساهم في طلبات إضافية متمثلة في التنوير و و تعبيد الطرقات و رفع الفضلات دون المساهمة في الموارد الجبائية مم أثقل كاهل البلدية من زيادة دائمة في نفقات التسيير من ماء و كهرباء و خلاص الأجور .

ماهي المشاريع التي تعطلت و ماهو سبب تعطلها ؟

  مشروع تهذيب حي الطيب المهيري الذي يشمل كلا من حي بورقيبة 1 و حي بورقيبة 2 و الطيب المهيري تم إعطاء الإذن ببدأ الأشغال المتمثلة في تعبيد و ترصيف و تنوير عمومي يوم 03 سبتمبر 2020 و كان من المقرر أن تنتهي يوم 03 سيتمبر 2021.

لازالت الأشغال قائمة في هذا المشروع الذي تعطل لسبب واحد أرجعته محدثتنا السيدة آسيا البوغانمي إلى أن :

بلدية قلعة سنان تفتقد إلى فني سامي أو مهندس و يتم الإضطرار إلى التوجه إلى تعيين مكتب دراسات حتى يقوم بدراسة المشروع.

في البداية عند تحضير الدراسة يتم إعطاء فترة محددة لتوفير الدراسة و جمع الوثائق في ظرف معين

وقد قامت البلدية بإجتهاد من الأستاذة ليلى جلالي التي إستعانت بأحد الأشخاص من أصيلي قلعة سنان لإنجاز الدراسة لأن هذا الأخير إشتغل على المشروع في فترة سابقة.

في الظاهر عند رؤية حي الطيب المهيري جميع المتساكنين لديهم أنابيب الصرف الصحي و قد خيل لهم أن العملية مطابقة للقوانين.

 

 

و إنطلق مشروع التعبيد الطرقات و الترصيف الذي يدخل في الميزانية التشاركية و لكن أنابيب مجاري الصرف الصحي لا تدخل ضمن الميزانية .

المقاول المشرف على الأشغال وجد نفسه أمام العديد من الإشكاليات في بعض الأنهج التي لا تحتوي على المجاري و هو ما جعل الأشغال غير مطابقة لكراس الشروط و غير قانونية. و بذلك تم تعليق الأشغال بعد البداية في بعض الأنهج و تعطل المشروع حتى يقع تأمين مبلغ مالي لإستئناف الأشغال...

توجهت في الأثناء رئيسة البلدية السيدة هناء عمري والكاتب العام السابق من مكان لآخر لتوفير المبلغ المطلوب و نجحوا في ذلك ولكن بما أن المبلغ كان كبيرا قرابة 500 ألف دينار فيجب الاتجاه نحو ابرام صفقة عمومية تحت اشراف لجنة الصفقات بالولاية و بما أن التعاقد مع المقاول في حد ذاته مبرم في اطار صفقة ففي هذه الحالة لايمكن أن يكون له ملحق  لهذه الأسباب تم رفضه من قبل لجنة الصفقات.

و عبرت محدثتنا قائلة أنه لو كان للبلدية فني أو مهندس معماري كنا تجاوزنا كل هذه المراحل المتعبة وهذه هي الإشكالية الكبيرة التي تفتقدها بلدية قلعة سنان و خاصة في هذه الأمور التقنية التي تتطلب إختصاصات معينة .

و عند تساؤلنا عن المجلس البلدي و تكرر الإستقالات أو النقلات و الغيابات المتكررة

أكدت محدثتنا أنها لم ترى المجلس مجتمعا و أن ذلك يمثّل معضلة في حدّ ذاته حيث أنّ 3 نواب فقط يعملون لأجل الصالح العام .

في حين أكد رئيس البلدية الحالي السيد محمد الفاضل غواصي  أن مشكلة الغيابات و تكرار إستقالات الأعضاء المنتخبين هي مشكلة وطنية تعانيها أغلب البلديات في تونس وأن البلدية كإدارة قائمة بذاتها ومتواصلة بالإداريين العاملين فيها من أجل توفير استمرارية المرفق العام و تبقى المشكلة الأساسية في نقص الكوادر ومحدودية الاعتمادات المخصصة للاستثمار و التنمية وهو ما يؤثر سلبا على المشاريع عموما.

 

يبقى الحكم المحلي رهينة التضامن والتعاون بين جميع الأطراف من إداريين و مجلس بلدي بغض النظر عن إنتماءاتهم و إختلافاتهم و عدم تجانسهم سياسيا، كما أنّ للمجتمع المدني دور هامّ ما فتئ يؤكده خاصة من خلال حضوره وقت الأزمات و الصعوبات إلى جانب المواطن في بلدية قلعة سنان والمساهمة الفعالة في توفير الخدمات البلدية.

أمّا بالنسبة للصعوبات التي تحول دون تقدم المشاريع فإنّ العمل المشترك بين جميع الأطراف للإيجاد الحلول المناسبة على المدى القصير والمتوسّط قد يساهم في تحقيق نجاعة أكثر للعمل البلدي في قلعة سنان.

 

أنجز هذا العمل في إطار برنامج مراسلون... مراسلو الديمقراطية المحلية.

 

بقلم : محمد جوادي

 

المعهد العربي لحقوق الإنسان

العنوان : رقم 2، شارع 9 أفريل (عبر شارع الساحل) 1009- تونس، تونس

الهاتف : 71.483.683 (216+)

Fax : (+216) 71.483.674